نموذج شكوى تشويه سمعة هو السبيل القانوني الذي يلجأ إليه من يتعرض للاتهامات الباطلة أو الإشاعات التي تمس شرفه أو مكانته الاجتماعية، حيث لا يترك أثره على الشخص فقط في بيئة عمله، بل يمتد ليطال حياته الشخصية محدث ضرر بالغ قد يصل إلى تدمير أسر كاملة، لذا حرصنا عبر مقالنا على تسليط الضوء على الأحكام والعقوبات المرتبطة بهذه الجريمة، مؤكدين أن سمعة الأفراد ليست ساحة مفتوحة للقيل والقال، بل هي حق يجب حمايته بكل السبل.
نموذج شكوى تشويه سمعه
عند التعرض لتشويه السمعة، يجب على المتضرر أن يستعين بمحامي مختص لرفع الدعوى ومتابعة إجراءاتها، حيث:
- تقدم الشكوى بداية إلى النيابة العامة، التي بدورها تتولى التحقيق، وفي حال ثبوت صحة الادعاءات يتم تحويل المدعى عليه إلى المحكمة ليفصل القاضي في أمره.
- من المهم أن نعلم أن التشهير لا يقتصر فقط على الكلمات، بل قد يكون من خلال صور مزيفة أو أخبار مختلقة تنشر في الصحف أو عبر وسائل الإعلام المختلفة.
- كما قد يكون مقطع فيديو مفبرك يتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي أو يعرض عبر شاشات التلفاز.
- ولكي تقبل المحكمة دعوى التشهير، لا بد من توافر ركنين، الركن المادي الذي يتمثل في الأداة التي نشرت بها الأكاذيب والركن المعنوي، أي القصد الجنائي المتمثل في الرغبة بالنيل من سمعة الشخص.
- كما يجب أن يكون الضرر قد وقع بالفعل على الضحية بسبب هذه الادعاءات، وأن تكون الأكاذيب قد انتشرت بين الناس، مع التأكيد على أن يكون ما نسب إلى الشخص لا يمت للحقيقة بصلة.
تحميل WORD
تحميل PDF
عقوبة تشويه السمعة في المملكة العربية السعودية
قام المشرع في المملكة العربية السعودية بتشديد عقوبة التشهير وتشويه السمعة نظرا لما يخلفه من آثار خطيرة على الفرد والمجتمع، حيث:
- نص القانون على معاقبة المدان بغرامة مالية تصل إلى 500 ألف ريال سعودي أو بالحبس لمدة تصل إلى عام كامل، أو الجمع بين العقوبتين، دون تحديد حد أدنى للعقوبة.
- وإذا ثبت أن المتهم سبق إدانته في قضية مشابهة، تضاعف العقوبة بحقه.
- أما إذا كان الجاني يعمل في المجال الإعلامي أو الصحفي، فيعاقب بوقفه عن مزاولة المهنة وشطبه من سجلات النقابة التي يتبع لها.
- وفي حال وقوع التشهير عبر القنوات التلفزيونية أو المواقع الإلكترونية، يتم الحكم بإغلاق الوسيلة الإعلامية مؤقتا أو بشكل دائم، بالإضافة إلى إلزامها بنشر اعتذار رسمي في نفس الوسيلة التي وقع فيها التشهير.
شروط رفع قضية تشويه سمعه
دعوى تشويه السمعة تتطلب استيفاء مجموعة من الشروط الأساسية ليتم قبولها والنظر فيها من قبل المحكمة، وهي:
- وجود فعل صريح يدل بوضوح على قيام المدعى عليه بتشويه السمعة، سواء عبر الوسائل الإلكترونية، مواقع التواصل الاجتماعي، الصحف، أو غيرها من وسائل النشر.
- توافر الأدلة القاطعة التي تثبت ارتكاب الجريمة، مثل الصور، التسجيلات الصوتية، المنشورات، أو أي وسيلة إثبات أخرى.
- تحقق الضرر الفعلي بالمدعي، سواء كان ضرر شخصي أو مهني نتيجة لتشويه السمعة.
- توافر المصلحة المشروعة والصفة المباشرة للمدعي، بمعنى أن يكون له حق قانوني واضح ومباشر في رفع الدعوى.
- التوجه السريع للجهات المختصة عند التعرض للتشهير، مع ضرورة تقديم بلاغ رسمي لاتخاذ الإجراءات القانونية.
والآن نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا عن نموذج شكوى تشويه سمعة بشيء من التفصيل، حيث أن تشويه السمعة يعد من أقسى ما قد يتعرض له الإنسان، لما فيه من انتهاك للأعراف والتقاليد والقيم الدينية، وللأسف، قد يتوهم البعض أنه يستطيع الإساءة للآخرين دون حساب، لكن المملكة تتصدى بكل حزم لكل من تسول له نفسه المساس بكرامة الأفراد.
